الجمعة، فبراير 23، 2007

مذكرات قارئ الأفكار 1

هكذا تكلم قارئ الأفكار


عنه سأتكلم، وعنه سنعرف الكثير، وعن الآخرون أيضًا!
إن الهبات التي تمنح لنا غالبا ما نسيئ استخدامها، أو تكون نعمة ذات حدين!! أقصد نعمة ونقمة في ذات الوقت


ربما يعرف أغلبكم ما معنى قراءة الأفكار، وقد يجهله البعض؛ لذا سوف نوجه كل ما نريد من أسئلة إلى المدعو (م) قارئ الأفكار. طبعا لن أذكر عنه أي شئ ولا أي بيانات وقد يظن بعضكم أنني أختلق جوا من الغموض لإضافة التشويق لما أكتبه ولكنها الحقيقة، والتي سيدركها اثنان أو ثلاثة من قراء الموقع - الذين عرفت أنهم دخلوا الموقع عن طريق تتبع الزوار ولم أسمعها من أفواههم! - هؤلاء يعرفون عمن سأتكلم وإن كانوا لا يعرفون غرضي من كتابة هذه الكلمات في هذا التوقيت بالذات. ولكني وعدت الكثير من زوار الموقع والذين قاموا بالإتصال بي تليفونيًا وطلبوا المزيد في موضوع **ازاي تنتقم من الناس** وما زلت عند كلمتي بأني سأغلق الموضوع نهائيًا وأكتب كل ما لدي في هذا الموضوع وإن كنت أنتظر رد فعل معين لأتخذ هذه الخطوة التي ستوضح كل شئ. حسنًا الكلام يزداد غموضًا ولكن كل ما يمكن ان أقوله أن ثمة صلة وثيقة بين الموضوعين. فلنكف عن الكلام إذن ونبدأ في الإستماع
تم اقتطاع جزء من هذه المحادثة لأنه شخصي ويمكن أن اختصره بانه كان مجرد سؤال عن أحوال كل منا - أنا و م
م): محمد إن الموضوع بدأ يزداد وضوحًا في الفترة الاخيرة، ما أملكه ليس مجرد حدس أو فراسة، أنا الآن يمكنني قراءة أفكار الآخرين بكل وضوح!
أنا: مالذي تعنيه بالظبط يا (م) ؟كيف أصبحت واثقًا هكذا؟
م): في البداية كان يمكنني معرفة ماالذي يفكر فيه الآخرون بصعوبة وغالبا ما أفشل في هذا وكنتم تقولون اني أحسن التخمين، كنت أعرف أين يخفي محمد عاطف كتبه في كل مرة وكنت أعرف أن محمد سعيد يلعب لعبة سوليتير ونحن في المكتب وكنت انا نفسي أظن ان هذه الثقة تأتي من ملاحظتي لحركات يديه. كنت في البداية أقرأ الأفكار المتناثرة هنا وهناك ولا أعرف هذا لأنها كانت غالبًا غير واضحة وعندما كنت احاول ان أركز في شخص ما لأعرف فيما يفكر كنت أفشل في هذا تماما! ولكن تفكيري بدأ يصفو في الفترة الاخيرة وبدأت أدرك حقيقة موهبتي.
أنا : وكيف حدث هذا؟ هل يمكنك التوضيح قليلا؟
م): منذ يومين كنت في ندوة بساقية الصاوي عن الحكمة واهميتها للمجتمع، في البداية احسست بصداع فظيع واحسست أن كلام المحاضر يتردد في ذهني كثيرًا إلى ان تاكدت انه لا يمكن ان يكون هذا كلامه، وبدات ألتفت حولي وحاولت تحديد أصحاب هذه الأفكار عن طريق نوعية افكارهم. إن التفكير في ملابس السيدات الحاضرين لا يمكن أن يصدر إلا عن شاب يبدو كالمتشردين الذين نراهم في الأفلام..و إن اتضح لي خطأي فيما بعد. والتفكير في السؤال عن الحمام لابد وأن يصدر عن الرجل الذي يبدو متضايقًا وغير مرتاح في مكانه. ولكني مع الوقت وبعد ان أظلموا القاعة بدأت أحدد الأشخاص أفضل. في البداية لم اتمكن من تحديد أصحاب الأفكار ولكني استطعت رؤية شكله بدون أن أراه او اعرف مكانه كنت أسمع الأفكار فاعرف ان صاحبها رجل أسمر ذو شارب وإن كنت لا أعرف مكانه ولا أراه، وبعد ذلك بدات أحدد مكان صاحب الأفكار. بدات أعرف أن الإظلام التام هو ما أحتاجه لأصل لأفضل ما عندي، خمنت - واعتقد بصحة تخميني هذا - أن الإظلام يشحذ الحواس الأخري مثل الأعمي الذي يشم روائح الناس ويتعرفهم، وبالتالي أستطيع تركيز أفكاري أو أركز قواي لقراءة أفكار من اختارهم بعد ذلك.
انا : ولماذا لم يتضح هذا منذ البداية؟ اعني ما الذي قد يكون ادي لتقوية هذه الموهبة عندك؟
م): لا تعتقد أني قد أكتب كتابا بعنوان "كيف تصبح قارئًا للأفكار في 20 يومًا"، لأني حقيقة لا أعرف ما الذي تغير. إن عاداتي - الجيدة منها والسيئة - مازالت كما هي لم تتغير، كما أني لم أصب بصاعقة او تصدمني حافلة لأصبح هكذا، لا شئ في حياتي تغير.
أنا : هل يمكنني القول أنك تخدع نفسك؟ إن الشئ الوحيد الذي قد طرأ على حياتك هو الغضب الذي امتلأت به نفسك منذ الموضوع اياه
م مقاطعًا: لقد فكرت في هذا الإحتمال ولكني استبعدته فورا وطردته من ذهني ربما لأني مازلت أحاول ضبط نفسي والخروج من هذه الحالة وخشيت ان اعود للتفكير فيها مرة أخري
أنا : ولكن من الواضح أنها الحقيقة أو الشئ الوحيد الأكيد في موضوعك هذا. على الأصح الشئ المنطقي الوحيد
م): هل سنعد لهذا الموضوع مرة اخرى؟ أرجوك لقد طردته من ذهني تماما
أنا : انت تعودت على جلسات الإسترخاء التام، وهي تساعدك على توجيه كل تركيزك في نقطة واحدة، من الواضح ان الشئ الوحيد الذي فكرت فيه حينها هو قراءة أفكارها للوصول لنقطة الفصل في الموضوع كله. كنت تخشى اتخاذ رد الفعل بدون التأكد من الفعل نفسه، ولم تجد طريقة للتاكد منه سوي التفكير في موهبتك التي كانت ضعيفة جدأ وشبه معدومة حتى اننا شككنا فيها كثيرأ. وبدا لك هذا المخرج الوحيد. هل انا على حق؟
م): نعم
أنا : ربما كان الظلام وربما كان شئ سمعته هناك جعلك تفكر في الموضوع مرة اخري من زاوية مختلفة، المهم أنك خرجت من تلك القاعة وأنت تعرف حقيقة مالديك من موهبة. بالتاكيد هي لديك كاملة منذ البداية وربما منذ مولدك ولكنك لم تستطع استخدامها لأنك كنت تشك فيها أصلا. ولكن عندما بدت لك الحل الوحيد بدات تفكر فيها وأردتها بشدة، بدأت تطفو على السطح بكل ما تملكه منها. وربما ليس هذا كل ما لديك حتى ولايزال لديك المزيد! أريد ان أعرف كيف تبدو لك هذه الأفكار وكيف تقرأ أفكار من تختار من الناس؟ كيف تشعر بها؟
م): سأتكلم عن الفترة التي بدأت فيها الموهبة الحقيقية عندما استطعت قراءة أفكار الناس الذين أريدهم أنا. أنا لا أحتاج للنظر للشخص كما يظن البعض فقط أركز فيه، في الطريق إليك دخلت لمصعد العمارة بدون أن أنظر في وجوه الناس الموجودين، فقط كنت أنظر للأرض، وعندما أحسست بشخص يقف خلفي واستطعت الإحساس بأنفاسه في مؤخرة عنقي، بدات أركز في هذا الشعور وحاولت كثيرا معرفة مايفكر به، في البداية أحاول تخمين فكرة تخطر على باله لأن الأمور تصبح أسهل هكذا، ولا أعلم السبب، وكأنها الفراسة تعطيك كلمة سر لباب خفي يسهل قراءة الأفكار ولكنها ليست ضرورية، حاولت التفكير في الزحام، في عودته للمنزل، ولكن لافائدة، قررت أن أحاول التركيز في أفكاره مباشرة بدون البحث عن الباب الخلفي، حتي خطر لي أنه لابد وأن يفكر في الشاشة التي تتراص عليها أرقام الأدوار وبالفعل كان يفكر فيها، واستطعت أن أتلقي المزيد من الأأفكار، إنها تبدو كالإلهام الذي لاتعرف مصدره. فقط تتخيل كلاما يقال وتري صورا أمام عينيك. فكأنك تتذكر أشياء رأيتها من قبل، وتري صورا تبدو كخيالات لك بينما هي في الحقيقة أشياء يراها شخص غيرك لا تدري انك دخلت عقله، وأحيانًا ما تجد سيلا لا ينقطع من الأفكار وكأني أمام أينشتين ذاته، هؤلاء الأشخاص غالبا ما تجدهم لا يفكرون في شئ محدد، ولكن كل شئ في نفس الوقت بلا أي نتائج.
أنا : وهل تقوم بهذا دائمًا، هل تحاول قراءة كل عقل تقابله؟ أي شخص تجده في الشارع أو في الكلية؟
م): الموضوع لا يمكن أن يكون هكذا وإلا سيصيبك الجنون، بالإضافة لأنه مرهق جدا. التركيز مرهق وقراءة الأفكار نفسها متعبة لأن بعض الأفكار تبدو وكأن لها دوي عال جدًا.
أنا : هل قرأت في هذا المجال كما قلت لك من قبل؟ أم ستحتاج لبعض العون؟ أم أن الأمر لا يعنيك من البداية؟
م): بل قرأت الكثير وعرفت أكثر مما قلت أنت لي. يمكنني أن أخبرك بكل شئ لو لديك بعض الوقت، بالإضافة إلى أن ما سأقوله سيعتبر إثراء لهذا الحديث المسجل
.أنا : كنت أعرف أنك ستعرف لأني فكرت في هذا الخاطر منذ قليل، ولكن ألم تعرف أني أسجل الحديث قبل الآن؟
م): أحيانا يمكنني الدخول لللعقل الذي أختاره وأتجول فيه كما أشاء، لأعرف ما أريد، من أسرار دفينة أو أفكار قديمة، وأحيانا لا أستطيع سوي متابعة الأفكار كما هي لحظيًا، كأنك تشاهد التليفزيون فلا يمكنك تقديم الفيلم أو الرجوع للمشهد السابق. وأحيانا لا أرى شئ على الإطلاق.
أنا : حسنا فلتقول ما تعرف، وكفاك قراءة في أفكاري.
م): عرفت أن هذه الموهبة تسمي الإدراك الفائق للحس. وأن هناك متخصصون في هذه العلوم، ومعامل وتجارب وكل هذه الأشياء، وأغلب من اكتسبوا هذه الموهبة في الصغر أصبحوا منطوون أو ابتعدوا عن الناس مثلك تماما، لأنهم رأوا كل النفاق والزيف الموجودين في هذه الدنيا في سن صغيرة. ولكني لا أعتقد في هذا، ليس كل الناس منافقون وإن كان أكثرهم هكذا، كما أنهم ليسوا كذابين دائما وإن كانوا يكذبون غالبا بالإضافة لأني أفترض أني لم أرى إلا العينة الخطأ من البشر في كل مرة. المهم أن هناك من يملكون هذه الموهبة وأكثر، هناك من يملكون قدرة التخاطر عن بعد ويمكنهم نقل أفكارهم للآخرين. البعض استطاعوا الدخول لعقول الناس والتأثير عليهم ولكني لم أنجح في هذا وإلا لوجدت الفتيات تحيط بي من كل جانب.
أنا : منذ متي وأنت تفكر هكذا؟
م): أنا أمزح بالطبع ولكن تخيل ما يمكن أن يفعله شخص يملك القدرة على العبث في عقول الآخرين؟ ان هناك من يعرفون العالم كله بقدرتهم هذه، ويتحولون بدورهم لفئران تجارب في المعامل المختصة، أو قد تستعين بهم الشرطة احيانا، والبعض مثلي لا يأتمن سوي واحدا او اثنين على سره هذا، ولكني أؤمن أن أصحاب المواهب الحقيقة هم من لا نعرف عنهم شيئا، ولا يخبرون أحدا بقدراتهم هذه. هؤلاء يمكنهم أن يتسيدوا العالم بموهبتهم هذه.
أنا : ولكن في ظل موهبتك هذه تخيل ما يمكنك أن تفعله مثلا لو استطعت الدخول لعقل أستاذ في الجامعة ممن يضعون الإمتحان؟ أو معرفة أسئلة ستطرح عليك في مقابلة عمل؟
م): إن ما تقوله لا يمكن أن يتحول لحقيقة، أعتقد أن كل من رزق بهذه الموهبة أدرك أنها سلاح ذو حدين وخطر جدا، ليس الأمر بهذه السهولة، ولا أعتقد أن الله رزق بها شخصا يستخدمها بهذا السؤ وإلا لحكم العالم كما قلت لك.
أنا : ولكن تخيل معي هذه النعمة. أن تعرف أسئلة الامتحان، أن تعرف أراء الناس فيك... - انتظرت لبرهة قبل أن أقول وأنا أضغط على كل حرف في كلماتي - أن عرف مشاعر لناس ناحيتك، وأن تعرف الفتاة التي تحبك حقيقة حتى من قبل أن تتكلم...
م): حسنا، أنت تلح كثيرا في هذا الموضوع ويمكنني أن أجيب عن السؤال الذي سمعته في ذهنك بنعم، مازلت أفكر فيها وأري أن هذه الموهبة تعتبر نعمة في هذا الصدد، وبخصوص السؤال الثاني فلقد وجدت أني لا أحتاج للنظر لشخص ولكني احتاج لقرب المسافة، انا لم اقرأ أفكارها حتى الآن لانها لم تبارح بيتها من يومها. أنا أحتاج لأكون قريبا من الشخص مسافة كافية حتى أستطيع أن أري أفكاره قبل أن تتبعثر في الأثير كما يقولون. فقط مرة واحدة أراها أو أكون قريبا منها وعندها يمكنني أن أفصل في الموضوع برأي نهائي.
أنا : هل مازلت تفكر في الإنتقام؟
م): إن التفكير يختلف عن الفعل بالتأكيد، وقلت سابقا أن الذي بحب لا يمكن أن يكره، عندما تحب شخصأ لا يمكنك أن تكرهه حتى لو آذاك، بل العكس صحيح أنت يمكنك ان تغفر له بمجرد ان تراه. فقط عندما يكون مزاجي سوداوي بعض الشئ تراني وأنا أفكر كيف يمكن ان أجعلها تندم، فكرت مرة لو استطعت التأثير على أفكارها أن أقنعها أنها تحبني وأرفضها أنا حتى تتعذب مثلي.
أنا : وهل تطور موهبتك من أجل هذا الغرض؟
م): لقد كانت مجرد فكرة أنت تعرف ان لا شئ يؤثر في مثلما يؤثر في مشهد لفتاة تبكي أو طفل صغير، أن تعرف هذا أليس كذلك؟ منذ فترة وأنا أعرف بحبي وعشقي للأطفال، ولكن حدث موقف معين لي قبل ذلك حيث كان على أن أري - أمام عيني - فتاتين تبكيان لأن هناك ولد قد لعب بعواطفهما، وعرفت كل منهما أنه يحب الاخري، تخيل ان تري فتاة وقد كسر قلبها وظهر عليها طابع هذه الخبرة التعسة، أن تعرف ان هناك أنذالا في هذا العالم، لم أكن أعرف أن مشهدا كهذا قد يجعلني بهذا القدر من التعاسة
أنا : انت لم حك لي هذا الموقف قط!
م): كان الولد قريبي وكانتا صديقتان له في الجامعة وقد عرفت بالموضوع مصادفة لاني كنت صديق لهما - بعيد بعض الشئ - ولكن يومها صرت قريب جدا منهما، وللأسف قابلتهما واحدة تلو الأخري، عندما رأيت الأولى رأيت نظرة الحزن في عينيها سألتها أن أوصلها لمكان تركب منه، ووافقت ولكنها طلبت مني أن ننتظر قليلا قبل أن تركب وفجاة انفكرت في البكاء، لم يدر بخلدي وقتها سوى أن أربت على ظهرها وأمسح دموعها ولكن طبعا لم يكن هذا ممكنا فاكتفيت بمواساتها ومحاولة التخفيف عنها، ولم أتركها حتي ركبت للمنزل لأفاجئ بالبنت الاخري وكانت في حال يرثي لها، عرفت وقتها أن هناك من يمكنه أن يكسر قلب فتاة بدون ان يطرف له جفن، ولم أكن أتخيل أن هذا ممكنا، انا أعتقد أنني لو وجدت فتاة تحبني حقيقة فسوف أحبها وأرتبط بها فقط لأرد لها حبها الذي تكنه لي، إن الشخص الذي يعرف أن هناك فتاة تحبه ولا يعرها اهتمامه هو شخص لا يستحق الحياة.
أنا : أنا لم اعرف عنك هذه الأفكار من قبل، أعتقد انني أنا من سيقرأ أفكارك هذه الليلة. ولكن شخص مثلك يمكنه أن يعرف بهذا الأمر وليس كل شخص يملك هذه القدرة.
م): وما العيب في أن تأتي الفتاة إلى شخص وتقول أنها تحبه، إنها فتاة جديرة بالإحترام قبل الحب، إن طابع مجتمعنا هو رفض مثل هذه الفتاة فقط لأنها صريحة او جريئة، وكأن الفتاة لا يجب أن تتكلم عن مكنون صدرها ويكفيها أن تتعذب بمشاهدة الشخص الذي تحبه، لماذا يجب أن يبدأ الولد بالكلام؟ كلها عادات لا يمكنها أن تكون آدمية بحال من الاحوال.
أنا : هل تعني انه لو جاءت إليك فتاة وقالت انها تحبك فأنت مستعد للارتباط بها؟
م): نعم، مالم يكن هناك مانع مثل ان تكون بالفعل مرتبط بواحدة اخري، إن البنت إذا أحبت تعطي كل مالديها، لهذا أحيانا يقولون تزوج من تحبك ولا تتزوج من تحبها.
أنا : فلنعد لموضوعنا الأساسي، لقد ابتعدنا عنه كثيرا، وإن أسعدني ان أعرف هذا الجانب من شخصيتك حقيقة. ما الذي عرفته عن موهبتك هذه أيضا؟
م): أه لقد أعدتني لما كنا نقوله، ولاتخف لم انسي سؤالك، هي نعمة في عدة جوانب منها كالتي ذكرتها، ولكن انت لا يمكنك أن تخترق عقل كل فتاة تقابلها لتعرف هل تحبك أم لا؟ انت كذلك لا يمكنك اختراق عقل كل من يقابلك لتعرف حقيقة شعوره ناحيتك، من الممكن ان تصعد للباص فتجد شخص يكرهك لمجرد انك خطوت على قدمه بدون قصد، فتجده وقد اصطدم بك عند نزوله لمجرد الانتقام، هكذا لا يجب بالضرورة أن تهتم فقط لمشاعر من تعرفهم، بل سيكون عليك معرفة مشاعر كل من رآك وكل من سمع عنك!! أراك وقد ذهلت ولكنها الحقيقة. الأمر لا يعدو كونه خيالا ان تعرف مشاعر كل من يفكر فيك. المهم نعود لسؤالك الأخير، إن العلم الذي يهتم بهذه الامور يسمى بعلم ما فوق النفس أو مافوق النفسيات. وقد قرات فيه كثيرا وكما قلت لك من قبل أغلب أصحاب هذه المواهب - وفي حالات متقدمة منها - يصابون باكتئاب مزمن أو حالات قئ مستمر، ويعتزلون العالم بسبب ما عرفوه، قد ينتحرأحدهم هربا من سيل الأفكار الذي يطارده طيلة اليوم لا إردايا منه، والبعض قد يصاب بالجنون عندما يفقد السيطرة ولا يمكنه تمييز أفكاره من أفكار الآخرون! وعندها يبدأ في محاولة كبح جماح موهبته لذا انا لم احاول أن أطور موهبتي أكثر من هذا، يكفيني ما لدي بالفعل ولا أريد المزيد إذا كان سيقودني لحافة الهلاك.
أنا : هل رأيت فيلم الحاسة السابعة؟ لقد رأيته قريبا ولم تغب عن ذهني لحظة طوال مشاهدته. هل أنت يمكنك ان تنهي موهبتك كما قام البطل في الفيلم فقط بمجرد أن تريد ذلك؟
م): لا اعرف طبعا فلم اجرب بعد، ولن أجرب حتى احقق ما أريده منها، فقط أعرف شيئا واحدا، منذ فترة حدث لي موقف - أو على الأصح - قمت بقراءة أفكار شخص جعلتني أدرك فداحة ما أفعله، إنني أتلصص على خصوصيات الناس وادق أسرارهم، واعرف عنهم مالا يعرفه حتى أزواجهم أو زوجاتهم، لذا أقسمت ألا أقرأ أفكار أي شخص إلا فقط في حالات الضرورة التي قد تؤدي للحياة أو الموت فقط، فلن اترك الامر لتقديري الشخصي بعد الآن، وأعتقد ان هناك الكثيرين مثلي اتخذوا هذا القرار، إن بعض الأفكار التي تسمعها تجعلك تشعر بالعجز لأنك تعرف ان هناك شخص سيتأذي بدون ان تملك له مساعدة، واحيانا تشعر بالسخط على الآخرين أو تخاف مما تسمعه من افكار في عقول أشخاص ننظر لهم بإجلال في العالم المزيف.
أنا : ولكنك بالفعل قرأت أفكاري!
م): لقد فعلتها معك من باب المزاح، كما اني لم أدخل إلى عقلك قط، فقط اكفيت بالاستماع إلى ما يصدر عنك من أفكار. وموقف أخر أنت تعرفه جيدا، وأعتقد أن موهبتي ظهرت من أجله فقط؛ سأقرأ فيه أفكارها يومها وأقسم ألا أفعلها ثانية أبدا، لقد قرات عن شخص كان يملك هذه الموهبة في شبابه ولكن رفضه التام لها وعدم استخدامها لفترة طويلة جعلها تختفي من قدرات تماما، ولم يعد حتى بإمكانه سماع أفكار طفل صغير.
أنا : هل جربت قراءة أفكار الحيوانات؟
م): هههه، بالطبع جربت ذلك من باب الفضول وغالبا ما فشلت في معرفة حقيقة شعورها، فقط احيانا أنظر لكلب ويغمرني إحساس بالفرح ولا أعرف إن كان هو مصدر هذا الشعور أم أنا.
أنا : امم. موهبة جديرة بالاهتمام حقا.
م): بل جديرة بالشفقة
أنا : انت تقول أنك قرات عن هذا الموضوع، لماذا لا تتوجه إلى متخصص حقيقي؟
م): كلهم موجودون في الخارج، وثانيا انا لا أريد التحول لفار تجارب، وثالثا انا سوف أقلع عنها بمجرد ان احقق ما في ذهني
أنا : بالطبع انت عرفت ما سأفعله بحديثنا هذا.
م): طبعا والموضوع لن يضايقني على الإطلاق، طالما انت تعرف من سيقرأ هذا الكلام، ومن سيصله هذا الحديث، وأنا أري أنك واثقا من هذا. ولكن تذكر ألا تلمح لأي شئ مما دار في بداية المحادثة
أنا : بالطبع لن انسي هذا، هل يمكنني الإنصراف الآن؟
م): كلا طبعا، طالما أنك هنا، فلابد - تم اقتطاع الباقي


Read more - باقي الموضوع