الأحد، سبتمبر 10، 2006

فراشة

1- فراشة
فراشة هي، تسير كأنما تطير، و تراها بين زملائها فتحسب أن لها جناحان يحملاها بعيدًا عن متناول أى شخص. اسمها (هالة)، حولها هالة لا تخفى عن الناظرين. عندما تراها لا تملك إلا أن تعجب بها، و تحلم بها، لأنك تعرف إن هذا الكائن الرقيق لا يمكن أن يلتفت إلى البشر
(هالة) طالبة في السنة الرابعة بكلية الألسن، رقيقة كالحلم و هادئة كالملائكة، لا تكاد تسمع لها صوتًا، و لا تلفت الأنظار إليها لولا جمالها الهادئ الذي يسحر كل من ينظر لها، تخلب الألباب، و لا يمكنك إلا التطلع إليها، و تشعر كأنما هي فوق جبال الأوليمب، الكل يراها و الكل لا يملك أن يفعل لها شيئًا. و منذ زمن اكتفى زملائها بالنظر إليها فقط، فقد عرفوا منذ زمن ان هذا الملاك لا ينتمي لعالم البشر. انها فراشة !


*****


كان الطلبة يأتون تباعًا ليملأون المدرج الصغير حيث اقترب ميعاد الدكتورة التى تدرس لهم مادة الشعر. الكل يتوقع شرًا فهذه السنة الأخيرة لهم و حتى الآن لم يصطدموا بأى من الاساتذة و لعمرى هذا شئ عجيب!
لابد من دكتور يقرر معاقبة الدفعة كلها بامتحان لا يضعون فيه قلمًا – على حد تعبير أعضاء هيئة التدريس الذين يسمعون عنهم فى كليات أخرى
باقى دقيقة و تدخل الدكتورة التى صعدت السلم لتوها، و بالطبع لابد من بضع الحمقى الذين يأتون دائمًا متأخرين. هم حمقى لانهم متاخرين بدون سبب، أو حمقى لأنهم اعتقدوا ان أسباب مثل ازدحام الطريق أو تعطل المواصلات من الممكن أن تجعلها تغفر لهم. دعك من الحمقى الذين لا يفقهون شيئًا مما تقوله فى المحاضرة و لكنهم يرضون ضمائرهم بالحضور و الاستماع اليها و أحيانًا – و ياللمصيبة – النوم على صوتها و هى تشرح المقرر.
دلفت الدكتورة إلى المدرج و لم تنس أن تغلق الباب خلفها بقوة حتى يصدم ذلك الاحمق الذى كان يلهث خلفها منذ ثانيتين، ظنًا منه – الأحمق – أن كونه جاء فى الميعاد تمامًا يكفيه ليتشرف بحضور مادتها.


*****


تجلس وحدها بعد المحاضرة فليس لها من أصدقاء ٍ كثر، و أغلب أصدقاءها هم زملاء المرحلة الثانوية و الذين دخلوا كليات أخرى. يتقابلون بعد المحاضرات فى الحرم الجامعى. يحسدهم الكثيرون، فهم استطاعوا الاقتراب من هذا الكائن الرقيق دون ان يخشوا شيئًا





أعدكم أن أكتب في هذه القصة كلما سنحت الفرصة حتى أنتهي منها فأنشرها كاملة

0 تعليقات:

إرسال تعليق

فضلا اترك تعليقك أو أكتب طلبك هنا، مع الحفاظ على أدب الحوار، واكتب اسمك من فضلك....